لا تُغضب غالياً ثم تؤجّل إرضاءه إلى الغد !!

لا تُغضب غالياً ثم تؤجّل إرضاءه إلى الغد !!









أقام ابوفهد مأدبة عشاء لزملاءه بمناسبة سَكَنِهْ في منزل جديد
لفيف من زملاءه الشباب أكتظ بهم مجلسه كان أبو فهد يصب القهوه بشوشا ضاحكا فرحا
أحمد زميل جديد لم يرق له صب ( أبو فهد ) للقهوة لأنه أكبرهم سناً وهم شباب
فقام وألحّ عليه كي يصبها عنه لكنه حلف وأجبره على الجلوس
فقال له أحمد ممتعضا وين فهد ليه ما يجي يقابل الرجال ويساعد أبوه
عندها صمت المجلس عن بكرة أبيه .. وتغيرت ملامح أبو فهد واختفت الابتسامة
لاح أبو فهد بوجهه بعد أن وضع الدلة على الطاولة وخرج من المجلس
التفت أحمد لزميله الذي يجلس إلى جواره .. وقال وش فيه ابوفهد ..؟؟
قال له : فهد ميت .. وأنت جبت العيد .. قال متى ؟؟ قال من 10 سنوات
ياااااااه عشر سنوات وما زال يذكره .. .. يا لرقة ابا فهد..
عاد ابو فهد بعد أن أفرغ ما به وأثار البكاء باديه على وجهه
بعد العشاء بقي أحمد حتى رحيل آخر الزملاء فاقترب منه وقال:
أنا آسف لم أعلم ان فهد ميت .. هذا قدره .. وهو طريق سيمشيه الجميع
التفت ابوفهد عليه وقال .. حصل خير..
قال أحمد : ولكن يا أبو فهد عشر سنوات .. وانت تبكيه .. أين الإيمان بالقدر..
قال.. أنا مؤمن بالقدر وحزني لأنه مات وهو يبكي .. بعد أن اغضبته .. بعد أن ضربته ..
فقد فقدت معه طفلة أخرى في حادث وقع لنا ولم ابكها كما بكيته
لم يسعفني القدر لضمه .. لتطييب خاطره .. لمسح دموعه ..
كان أبو فهد قادما من أبها بصحبة عائلته .. وكان فهد عمره عشر سنوات
وكان في المقعد الخلفي لاهيا ومسببا ازعاجا لوالده لم يحتمل أبو فهد الأمر
ونزل العقال وضربه ضربا مبرحا بكى فهد .. وتألم والده وقال في نفسه ..
سأراضيه في الرياض !! وقع الحادث وفهد يجهش بالبكاء.. مات فهد وطفلة رضيعة
وأصيبت بقية العائلة وتم نقلهم للرياض على طائرة إخلاء طبي ..
يقول أبو فهد .. أنا مؤمن بالقضاء والقدر.. ولكن ما زالت الحسرة في قلبي
لأنه مات وهو غاضب .. مات وهو باكٍ مات دون أن اضمه على صدري وأطيب خاطره
هذه القصة حقيقية وصلتني على بريدي الخاص نقلتها لكم بعد إختصارها للإعتبار
كي لانتحرك كثيراً اثناء القيادة ونفقد تركيزنا وسيطرتنا على السيارة
ولكي وهذا هو المهم أن لا نغضب غالياً . . ثم نؤجّل إرضاءه إلى الغد !!
فكلنا ممكن أن نقسو على من نحب ونردد بأن الأيام كفيله بإرضائهم
ولا نعلم أن الموت ربما يكون له رأي آخر
اللهم أجر ابافهد في مصيبته ونسأل الله أن يكون فهد شفيعاً لوالديه
قال الله تعالى : وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ