السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم بدنا نعطيكم عن انتم لم تحبو انتم تكذبون تائها يطرق باب السماء,,
أيها العصفور, أصمت.
لا تغني للفجر,
لا تغني للتائهين,
اترك نهاية الطريق تتشعب, تهيم بها أرواح الضياع.
اترك الفجر يشرق في وجه الأرض كئيباً..
.
.
الليالي تثمل
والشفاه لا تفارقها الكؤوس,
يا صديقي
اقرع جرس السكون بصوت إنكسار كأسك
واترك الزجاج يغني,
.
.
قبل الفجر
ثارت أفواه تردد عاش صمت العصافير!!
عاش بؤس الوجوه؟
!
أيها العنكبوت
أنسج بيتك الوهِن على الشفاه
وداخل الآذان
وفي الأنوفِ
.
.
أيها العصفور
المحروم من الغِناء
أسجد على أغصان الشجر: وابتهل
أقترب من السماء
أقترب,
أدعو للتائهين.
.
.
أيها العصفور
كُن كـ امرأة: عارياً صوتها
.
.
أيها العصفور
حُرم عليك الغناء فضاع الفجر في الفضاء.
.
.
تائهـ
كـ دمعة
ضاعت في الوجنتين
تائهـ
كـ فرح تاه في الزحام
.
.
أيها التائه
أطرق باب السماء,
دون كلل.
أبعث رسائلك من تحت إبوابها,,
.
.
أيها التائه
لست إلا خُرافة في ذكرى الجدة
لست إلا حكاية تهذيب للحفيد
أنتَ غُبار الذكرى,,
.
.
أيها التائه
بين الفجر والصباح
الباحث عن مأوى يكسي عُريك
أطرق الباب بقوة.
.
.
.
.
تائه
كـ صباح طفولتي المفقود
في وجه مساءكِ البارد,
**
هذا الحُب
تقتله
وترمي على قبره
ورده,
**
طرق جدتي مُعبدة
طرقكِ تُرابية,
أنحني أمام قبرها
تسقط دموعي,
أشتاق لدفئها
رائحتها,
**
يا عمري الراكض
إلى حافة الذبول
تمهل,
ستسقيك وردة
من ندى الحياة
**
يطرق باب السماء
ومن ثقوب القمر
ثمة إختلاس لجسده !
**
آيار
يا منبع الدفء,
ثمة وردة باردة تنتظرك
أحترس
**
إيها الهاذي أمام باب السماء
كهذيان امرأة
يقطر الحُب من شفتيها
لترتوي الخيانه !
**
إلهي,
علقني كـ نجمة في السماء,
**
ثكلى,
أنا وأنتي
ونجمة الصباح,
ننعى الفجر
وغناء العصافير,
وهذا الضياع,,
**
في الشرق
رجل,
في الجنوب
امرأة,
وبينهما برزخ لا يلتقيان,,
**
أيها التائه,
أحذر ان تعبث برماد ذاكرتك وتلقيه في وجه الريح,
قد يحرق الجمر الخافت تحته وجه الفرح,
**
وفي الحُلم
أتت بوجه عذراء خجِلة
للتو أكتشفت نضوجها,,
**
رؤياكِِ
في صباحات تشرين,
قطرة مطر
تلد من أجلكِ
تسقط على وجنتيكِ
تنساب على عنقكِ
تتغلل في تُربة صدركِ
فيعشوشب نهداكِ
وبينهما وادي
يرقد فيه آمنا
قمراً أسود
وأنا
أتدلى من عنقكِ
كمصلوب,,
**
تحت وسادتي
ترقد طفولتها
تنهض في منتصف الليل
لتعبث بشيخوختي,
**
أيها الطارق
طال أنتظارك
وأنت حائر
بين شروق الفجر,
وغروب النجوم!
وغِناء العصفور.
وتصرخ:
ذروني و ملائكتي,,
**
أرواح
باردة,
من يسقيها الدفء
والنور,
ويطرد
العتمة ؟!
**
ما صَنَعَتْ بيَ امرأةٌ ما صنعتِ
سلبت الروح,
وتركت الجسد ينتظر موته المؤجل !
**
كل أبتهال هو أقرب لحدود السماء
كل حُب هو أقرب لباب السماء
كُل تائه هو ذلك المعلق هُناك,,
**
إيها التائه
إمّ صلاتي
أصغِ يا ربُّ إلينا
**
يا أنتِ
يا امرأة
كوني لهُ أُماً,,
**
سأحبكِ
حتى النشوة,,
وتخونيني
حتى
الثمالة !؟
**
تائهون,,
**
يا غُربة الروح,
اما آن لكِ ان تستعمري جسد ؟!
أطردي روحً لا تقبل بالحُب,
أطرديها للبحر
أو
للسماء,,
وأسكني جسد من تعشقيه
أعلني العاصمة في القلب
أقيمي مستوطناتكِ على ضفاف النهر في المقلتين
وعلى السهلِ في الخدين
وعند المناحِل في الشفتين
وفي الوديان بين النهدين
**
وجهك الفَ الفرح
وجهي الفَ الحُزن,
**
عاري
يسرق من الليل عباءته ويتدثر
وينام
ليحلم بالحياة,
**
لامرأةٍ غادرت المدينة.
كـ قائدة من العصور القديمة
جميلةٌ كـ نجمة تلمع وحيدة
كـ حبيبة نائمة في هودج الروح
من الأحلام أقبلت
كـ قمر
كـ ندى الأزهار
وصباحات تشرين المؤجلة.
أكتب إليها رسائل القمر:
ماذا بعد هذا السفر الطويل إلى السماء؟
لقد تُهتُها
يا امرأة ما صنعتِ؟
رأيتُ قلبكِ وطناً لغربة الروح
وعطاءكِ حياة الجسد.
وكنتِ وردة حمراء لقلوب تاهت منها الألوان
لأنكِ رحلتِ, دون وداع !
و ملأتِ صدري بالخوف,,
**
أنتِ ما أنتِ
فضاءٍ بارد
منفى ؟
كوني برداً وسلاما
كوني دفء الشتاء
ونسيم الصيف
وأوراق الخريف
و ورود الربيع,
**
قدمي تُهم الخيانة
أنى ومتى شئتِ
أشتمي وألعني
واحرقي كل الرجال
**
أقرئي الرسائل
أقرئيها و احفظيها
ثم أحرقيها,
وأنثري رمادها فوق القبور,,
.
.
.
أنا امرأة لي كياني وحضوري, لكنك تهمشني يا رجل, تكتبني بقلم رصاص بعد السطور, ماذا افعل عندما اتكأت على قلبك مُجهدة ودفعتني بقوة! أعلم أني كُنت مخطئة بهذا الاختيار, ولكن لم تكن لي طريقة غير هجرانك على عجل, أتعلم كل شي بعد سفري كان جزء منك, وكل شيء كان يقف لجانب الرجال ويجعلني وحيدة في الطرف المقابل, باريس ليست أجمل المدن صدقني, كانت أكثر المدن بؤساً, شوارعها المبللة في آب تنز منها رائحة الكآبة, وكل العطور التي تفوح من المتاجر كانت عفنة, أماكن باريسية قليلة وجدتك بها, أنت مُجسد برجل يضم فتاته إلى صدره ويلقمها حبات الكرز, وثاني في تلك الأماكن يعصر العنب بين شفتاه وامرأته تتذوقه مثل نحلة ترتشف الرحيق من الورود! هل حقاً الرجال ورود؟ انتم تلك الورود التي تأكل (...), لا ارغب تشبيه نفسي بهذا, لا أريد أن أكون حمقاء, لكن دعني أخبرك عن آخر برفقة فتاته في حي من باريس العتيقة, ذلك الرجل أدهشني بمحاولات عديدة لأرضاءها, كان يمسك يدها ويقبلها برقة وهو يتمتم بكلمات أجهل معناها ولكني أجد ترجمتها في عيني تلك الباريسية, هي أنثى وأنا أجيد قرأتها, شد انتباهي هذا الموقف كثيراً, لا أعي ما يدور حولي, وكل انتباهي تركز في نظراتها التي كانت تقذف بها هنا وهناك, وأنا ألتقط حروفها المبعثرة حتى فهمت ما تريد منه, لو إنه التفت ناحيتي لكنت أومأت له أن يكف عن تقبيلها ويضمها فقط إلى صدره ويسترخيان, هي تبحث عن حنان مفقودة بعد كلمة طائشة خرجت من فمه بداية ذلك الصباح, ليس كما فعل لسانك, الذي وكزني بقوة في خصري, وعندما شعرت بألمي صرت تقبلني من وراء سماعة هاتف لأرضى, يا رجل, باريسياً كُنت أو شرقي, ستظل كما أنت, ترضي زعل أنثاك بشهوتك! افقه معنى الخوف, لم أكن لأتمنع لو إني سقطت في فخ لمساتك وكلماتك, ولكني لم ارغب أن تأكلني بهذه السرعة دون أن يكتمل نضوجي, فقط كُنت أريد أن أكون ك تفاحة نيوتن, في المكان والوقت الذي يدرك رجل معه معنى هذا السقوط! ليكون بمقدوره التأمل بهذه الأنوثة قبل ملء البطون. تجاهلتك وأنا أشاهدك تمر بصمت فوق ذاكرتي, وعندما لم تفهم, قررت العودة لك سريعاً, أغض نظري عن شرقيتك, لأحدث تكويناًً جديداً في قلبك, لكنك كنت تصدني,, بعنف,, اشعر بالتعب الشديد, تعب يهلك جسدي هذا الذي أرقهُ العطاء دون مقابل يذكر, كل تلك النوافذ التي كانت مفتوحة لي يوماً ما وأنا أقف على حوافها كعصفور صغير فُتح له باب القفص, خفت التحليق, لا لم أكن ارغب بالهرب بعيداً, كان تفكيري ضحلاً , لا طموحات, مجرد عفويات حياة بسيطة لامرأة. هل تذكر ذلك الفستان الأبيض المزركش بالورود الحمراء, كُنت تريد رؤيته يكسو جسدي, وتتوق لتراني أرقص به, وأنت تمسك بيدي وأنا أدور حولك متمايلة على نغم الكمان! لم يحدث هذا, حتى في أحلامنا لم يحدث هذا. يا رجل, أنظر حولك, ستجد ألف الف قيد يحرمني حتى البكاء على صدرك, لهذا قررت إعفاءك من أخطاءك السابقة, تعلم أن هناك شيء لم أخبرك عنه, وهو الشبه الكاذب بين باريس ومدينتك, توجد علاقات باريسية هُنا؟ أتصدق هذا, لم يعد هُناك قيود؟! تضحك! أعلم أني أحلم, ولكني أنقل لك ما يسقط من أفواه الصغيرات في الجامعة, فسره كما تشاء, لكنه يحدث على عكس نمط نيوتن ليس التأمل وإنما (أشبع يا فتى), أنتم يا رجال تجيدون الكذب, لا يمنع كون أفكاركم متناقضة ومجتمعكم, لكننا للأسف نصدق! لا ادري لماذا نهيم على وجوهنا ونصدقكم, نعلم أنكم تكذبون لكنكم بارعون في الكذب ونحن نستمتع به لدرجة أننا نشارككم في الكذب تقليدا مجازي فقط, لأننا لو تحركنا عتبة واحدة لتم قبرنا. إني يا فتي, أتسأل هل كذبتنا هذه تنقذنا من تفاهتنا؟ أم هي رغبة داخلية في التحرر, مثل العصفور الذي يحاول الطيران في قفصه! أتصدق أننا فعلاً باريسيات, نعرف معنى أن يكون الرجل رجل قبل أن نعي معنى أنوثتنا؟ شاهد بنفسك, وستعرف إني بعيدة كُل البعد عن المبالغة وتضخيم الأمر, شاهد ليس ما فقدته فيك فقط, شاهد كيف تكون التفاحة شهوة لتفاحة أخرى. بعد كل هذة التشرينيات الماضية, وكل هذة الكذب الباريسية, أجدني الآن اكتب لك,, لقد قرأت في الصحف أن رجل مجنون غادر إلى السماء,, ولولا أني رأيت ورقة تسقط مثل ريشة بين يديه الليلة الماضية لما توقعت أنك المجنون. كان ينظر إليّ بازدراء, عندها فقط أدركت وجودي في تلك الرسالة, وأنك المجنون الذي تتحدث عنه الناس, أعلم أنك لا تحب المغامرات فماذا فعلت بنفسك وكيف سيكون خلاصك! إنني حزينة عليك وسعيدة من أجلك, هذا التناقض في المشاعر الذي يحدث غصة في روحي, أنت قريب من الراحة, وألوم نفسي أني لم أسعفك وأنقذك من هذة المغامرة, والتي أترقب نشرات الأخبار كل ساعة من أجل أن أسمع النهاية, فقط شيء واحد أعجز عن فهمه, وجدته في قطعة صغيرة من رسالتك التي مزقها ورمى بها في المهملات, (المؤجل) ! مالذي تعنيه يا مجنون! ربما تصلك رسالتي هذه عبر ابتهالات كثيرة أبثها ليل نهار من أجلك, لا أظن شيء قادر على الوصول إلى ذاك الحد من السماء إلا الابتهال. ؟ كُن بخير يا من صعدت إلى السماء.
.
.
.
لم أعد ألمح نور الفجر
ولا أسمع غِناء العصافير
تُهت في الفضاء
وسبتَني الكواكِب
صار جسدي حانة
وقلبي مومس
إتّخذني البكاء خليلاً
والليل صاحِبة
والنهار غانية,,
**
وكرَجلٍ فقير
ورث الحُب
عرضه في سوق النساء
وباعه بثمن بخس,,
**
أنتِ الصغيرة وإليكِ يحبو العُمر
أنتِ الأم منها يخاف الخوف.
أنتِ الجدة بها تتعلق جذوري.
أنتِ الأرض
وأنا معلق كقنديل في السماء.
**
عينان فجريتان تزهو بهما السماء، ويعشقهما الليل والنهار.
**
يدكِـ زهرة
لا تذبُل.
**
أحذري!
أنسكب وجهي على أوراقكِ,,
**
وهو نائم عند الباب صرخ به إحدهم:
- أنت هييه إيها النائم هُناك
نعم ؟
-ما جاء بك ؟
أريد السكن هُنا, يئست الأرض!
وبقهقهة يأتيه الجواب:
- (عليك ان تموت أولاً) , أيها المؤجل ..
**
نهر؟
بل
رمال, جفاف, ورياح تسفي وجوهنا,,
**
خماركِ
غيمة سوداء يسطع نور القمر خلالها,
وقمركِ
ترقرق نوره على الرمال,
**
ما بكِ ؟
- غداً أكمل ثلاثون.
لا تخافي, سنموت أطفال,
**
بحاجة ٍ
إلى سماع صوتك
لأشعر ان العصافير ما زالت تغني.
**
شيخوختنا, نائمة في برزخ الطفولة.
**
ليس بيني وبينكِ سواي!
**
أكملي أشيائي الناقصة!
**
متى ضحكنا!
- في آب
وبكينا !
- في أيلول
وأنتهينا !
- في تشرين
سمّي لقائتنا !
- سراب
سمّي فُراقنا !
- رماد الذاكرة,,
**
كذاب هذا الضياع التافه.
**
هل تسائلتم من أسكت العصفور؟
من حرم هدايا الورود ؟!
**
عيناكِ
سماء أخرى ليت لها باب فأطرقه !
.
.
أشارت إليّ بالرحيل والنزول من هذا المكان, كُنت فقدت الأمل بالأجابة ويئست من هذا الأنتظار الطويل, وعندما كانو ينظرون إليّ من فوق الأسوار, أدركت فعلاً ان أمامي طريق طويل ليُفتح لي هذا الباب. وهكذا غادرت إلى الأرض, وبينما انا في طريقي, كُنت أرمي بأوراقي, ورسائلي تتناثر في الفضاء, وأنا أردد " ليت واحدة فقط تسقط بين يديكِ", وعندما وصلت إلى الأرض نظرت إلى شجرة, كان فوق غصن من أغصانها الكثة عصفورا صغير, نظرت إلية وأبتسمت, أقتربت منه ورفعت راحتيّ له, وضممته بينهما, خبئته, ودلفت باب بيتنا بقوة, وذهبت به إلى غُرفتي, ومكثت معه أيام كثيرة أعلمه الغناء.
.
.
.
لمَ ننام وحيدين في هذا الكوكب؟
لا أريد أاكتشاف كائنات أخرى في مجرات بعيدة, ماذا سيكون حجمي بينهم !
أنا وهذة العيون التي تختلس الكثير من عباداتي الظاهرة عند باب السماء.
**
منذ جلوسي لوحدي هُنا, وانا ارمق دوران الأرض الزرقاء في مدارها, يتبعها القمر الرمادي, طفلها الصغير, او قطعة منها لا أدري, لكني ومن مكاني هذا اعلم أنها ليست وحيدة ! اعبث بحاجياتي في حقيبة الكتف الصغيرة التي احضرتها معي فقط لأني احببت ان يرافقني بعض منكِ:
عطركِ المحبذ
قلم رصاص وأوراق
و وردة,
و أشياء أخرى خاصة,
وكلما عبثت في الحقيبة شعرت بإن ثمة من يراقبني ويتطفل,
أتجاهل هذا التطفل, وغالباً ما افرغ محتوى الحقيبة لا لشيء, ولكن لأظهر لهم إنسانيتي البسيطة,
لم آتِ هُنا لأعبث, واصنع قوانين جديدة مقتبسة من تلك التي سئمت منها في كوكب أزرق !
لكني أبدا لن أساوم عبور هذا الباب الموصد في وجهي دون تهريب بعضاً منكِ, سأنزل هناً مقيماً للأبد الموعود, أتيت هُنا عاشقاً للضوء, تاركاً ورائي وباء الظلام الذي يجتاح مدينتي.
**
ماذا لو تركت بعض من عطركِ يعبر السور ؟!
هل سترمقيني عيون النساء الصغيرات
هل ستومئ أحداهن لآتي من خلف الباب؟
أول أمر فكرت فيه ان يكون عطركِ هو المفتاح الذي سيقودني إلى الخيانة الحمقاء, لأنني هُنا اقف على أبواب لا يكون ما بعدها خيانة بمفهوم النساء !
هل تفهمين ؟
إن فهمتي فأشفعي لنفسكِ طردي من باب الغزل الذي مررته لكِ ذات ليلة عبر إالياف بصرية نقلت حرفيّ حُب من قلبي لتقرئيهما!
كيف لو مررتُ لكِ شهواتي؟!
ما كُنتِ فاعلة؟!
.
.
نعم أشعر بهم يختلسون رائحة العطر بأنوفهم الصغيرة, ربما تسرب خلسة, ولم أتعمد أطلاقه في هذا الفضاء.
إيها المؤجل: أرمي بتلك القنينة إليّ, هيا أفعل ولك ما شئت إلا العبور.
!!
وددت لو ألقيت بنفسي من هذا العلو لأسقط في أرض أُقتل فيها فأصعد سريعاً إليهن!
قهقهت بسخرية, لم آتي لأبحث عنكن.
ستحلم بنّا إيها المؤجل؟
سمعت هذا وانصرفن, وعدت وحيداً افكر بكلمة (حُلم) هذة !
لمَ الحُلم وأنا موعود بالإشارة التي تخلق الحقيقة قبل أكتمالها في مخيلتي؟!
إن كان هُنا حُلم, فإن هُناك قوانين أخرى ستقاضيني على ما اقترفته من افعال في الحُلم معكِ يوماً ما!
كم أود تخبئتكِ في أي كابوس حتى لا يتنبهون بوجودكِ ولا تثيرهم بشرتكِ فيستسقونكِ كـ خمرا.
صرت أقلب أحلامي وانبشها جيداً وأطرد كل فعل فاضح اقترفناه, ربما تكون ذونبي أعظم منكِ فإنا في قانون الأرض رجل لا يخشى الفضائح بينما أنتِ !!
خفت أن يسرقونكِ مني وتعبرين الباب من دوني, ولأن ثمراتكِ شهية, قد تكوني مما يشتهون!
ويلي,
هل سيفتشون أحلامي قبل العبور ؟!
خبئت كل شي منكِ في الحقيبة, وتركت قلم الرصاص اخط به ما تبقى من كلماتكِ الأخيرة على الباب, كل شيء كُنتِ تغيظين به كلماتي وغزلكِ بعثرته رسماً على الباب, وكلما نقشت أسمك وجدته يتسرب من خلاله, حيرني هذا الفعل, كل نقش يبقى, إلا أسمكِ ؟
كُنت اسمع أصوات أنثوية تلهو باسمك, واشعر بأفواه تقذفه وأخرى تتلقفه !
يبدو أن كل شيء وراء هذا الباب سيأخذ منكِ جزء, حتى لو كان حرف منكِ!
تلك الليلة من التيه, قررت قذف الحقيبة! وبرغم كل الأسى والأسف لأني سأفقد أشياء منكِ وأخريات من جدتي, وهكذا يتكرر الفقد أرضا وسماء, ما بالي لا أجد الخلاص,,
قذفتها وأنا اصرخ في وجه السقوط, وألتفت إلى الباب اقرعه بقوة باكياً, خلصوني من هذا الضياع!
أرحموا من في الأرض !
تنبهت ...
أرحموا الروح التائهة في السماء !
**
سألت القمر
كم الساعة يا قمر؟
فغضب مني وازدجر !
.
.
أخذت قلم الرصاص, كتبت أسم أخي, قذفته من فوق السور.
عله هُنا؟
يسجد قريباً من منبع النور,
آه,
كم أتوق لعزفه حرفي حُب على أوتار غيتاره,,
يا أم أمي,
بأي قوة أصد هذا الألم؟
سراب الفضاء كسراب الأرض, غير أن لا جناحان لي فأتبعه,
**
من منّا لم يرتكب الحُب ؟
.
.
أنتِ يا نجوم, أسدلنا صوتكن على القمر,
- ما شأنك أنت !
شأن الذين أسدلوا ستائر الظلام على حُريتي!
- أيها المؤجل, احتفظ بقوانينك لنفسك.
لا, لن اسكت, أستري ساقكِ يا (حُرمه),
وبرهبة, توارى ساقها الأبيض خلف قطعة من الليل,
.
.
أفكار من الأرض, تحبو إلى السماء,
**
اجمع قطع الضوء الساقطة من النجمة, وأعلقها على عُنقكِ,
.
.
منذ أن مُت
لم يعزني أحد !!
.
.
كُلنا سنطرق الباب
.
.
.
أخيراً غنى العصفور:
.
.
.
أيها المؤجل إلى حين
لم صعدت إلى السماء باكراً ؟!
.
.
رسالة ملئوها قلبي:
عندما يغضب اللغويين من إمساك الجهلة للحرف سيعذبونهم ويُنفون خارجَ ديارهم و تُهاجر لغاتهم إلى الأمصار و بئس المصير !
فلذلك يا فعلاً لا تستقيم الجُمل إلا بك . وحركاتٌ يتوجب على المعاني تفعيلها , أقرأ ما كُتب و أسخر منهم بداخلي . لا يعلموا أني أكتب لكاتبٍ يطوع أحرفه و يُراقصها و تهجوه و تنام بين حاجبيه و لا تصحوا .
اِعذرهم إن أطلقوا على المكتوبِ قصةً ; أَ نسوا العنوان أنه القصة والحدث والحبكة وما يُخط الآن سوى عناوين هامشية تنفع ولا تضر.
تبوح بها وأنت تعلمها جيداً, تنساها بأوقات الألم وهي لا تفتر عن ذكركَ, لا تسقم من تكرار كُل الكُل, ما يفرح وما يكون جنازات تبكي بها القلوب لاطماتٌ جباههنّ للحب وبرايته.
تغفل أحياناً عن أحرفها الأربع المتراصة جانباً لجانب, المكونةُ للعبها الصغيرة المُخترقة من قبل ذلك الشبح الذي كانت تخافه ولذلك لا تنام بالعتمة أبداً, وبحبها الحاضر أصبحت تنام بعتمة أنتَ لها الضياء والشبح متقوقع على نفسه من الغيظ.
أيامها الصغيرة, والهادئة جداً بعيدة عن صخب ما يدور ويدور, جهلها بكل ما يحدث من ورائها ومن خلفها . فهي لا تقسم إلا بأنها تعرف متى أنت, وكيفَ أنت و الأجوبة لديها. بدون اهتمام لصيغة السؤال والعلامة التالية له والمعبرة عن الدهشة, يكفي أن تقول: أحبك.
وتجزمُ بأنها جملة ممدودةً بحرف حبٍ منها ومنك , واصلاً ليسَ بفاصل, مهما كُنا و بُنـا.
أراكَ تدري بالتعب الذي يحل بجسدي المرهق , ومن ثم نستهزئ به بالأيام التي تليه , فليس المرض إلا رجماً والألم شيطاناً . ووجودك بتلك اللحظات , بتخفيفها عليّ .. ليس لها ما يفيها من حق الحب , وصدقني .
النطق عندما لا يحكي عن الشعور يكون صمتاً مخيفاً , والشكر عندما لا يصل إليكَ فإنه خرسٌ مقيت , والحب عندما لا يهتفُ فتراها أصبحتْ ذرةً يطؤها الأشرار !
وهي الآن فقط تتلعثمُ و يضحك الآخرون على كلماتها و لعثمة اللسان , والحرف العربي الغير مبين والأمور الأصيلة التي يفتخرون بها و جعلتها سبيلاً لوجه الشيطان الرجيم .
خوفي منهنّ , كُرهي لهنّ آمنتُ بقول ممثلةٍ أنها لا تخاف إلا من النساء الأخريات . كلمةُ أخرى مرعبة , وكلمة السابقة مرعبة , و أولئك لا أريدهن أن يحذقون بفساتينهن المبهرجة أمام أعينه , ولا بضحكاتهن الأنثوية , ولا بكلماتهن الحسّية , ليكن مختفيات عن وجودي , ليسيرن معهن الوسيم والأمير والإمبراطور وإن رغبوا بإحياء الأموات ممن أحببن و إدخالهم بالمسيرة فإني راضية , ليقتنصوا ما شاءوا من السلام و من أنفسهن لا أهتم فأنا آبه بكَ بوجودكَ قريباً جداً لي , بعيداً عن قلوبهن المتلهفة والفضولية لمعرفة ما بدواخلك , لأرتشفك أنا رشفةً قُضمةً ثمّ التهمني كما تتمنى , لنضعَ الضفدعة وليهرولوا معذورين !
الحقيقةُ التي تأتي أولاً و آخراً , ولا تحتاج لمخترعٍ ليكتشفها ولا لصدفة تحملها ببطنها إلى أن تلد , ولا تحتاج لطير يخرج باكراً ليبحث عن قوت عصافير العش , ذلك العش المُحب المليء ببيضات ملونة زاهية , بداخل كل الصفار وردةٌ مورقة , وبداخل كل يرقة قزّ يحيكُ أحرفاً , يحملها الطير لنافذتك يومياً . وتتعجب وتنسى الحلم الجديد .
وتعرف الهدف ؟ وكيفية إصابة ذلك السهم بقلبه , وكيفية خروج الشعور منه شلالات منسكباتٍ , وليته يكفي !
تحصر قطع الحلوى توفرها.تتصنع الشبعَ وهي جوعا ; لتعلقها على ناصية قلبه لا تخطئ بالعد ولا تكثف بمكانٍ عن آخر تعدل بقسمتها لقِسمتها وقسمها . تضعُ القطعة على أذنها وتُشاكس وتشاكس فهي الحاجة الوحيدة, وهي الحلم الذي ليسَ بعده حلم , وهذه أغنيتها . المدمرة بخطواتها الأسفنجَ من تحتها ما يزعزع الذر ويكّرُ .
إيقاعُ النوتة الحبيبة من عينك .إخفاء الصغيرة لأمها لتظهر متأنقة لك فيك تحمل متاعا و بسهواتها تمتع . بفنائها الفسيح , المُصطف كينابيع عِنب بتفاحٍ رشيق , والنخيل يُغازل سعفه , والرمانّة وحيدة بلا تين .
الأحلام الطاغية على دنيتها , هربها من قذارة مدينتهم لزرقة مدينتها المزدانة بنبضاتك وَ فقط ! عملياتك الحيوية ترعى الحياة وتأسرها , مقيدة بسمرةِ بحرك و هدير أمواج الصدر المتدفق والجاري بلسانها و المنصبّ بقرعات في طبلتك . لتريها فن الرقصات ومعانيها ولتغني أطرافها بعشقها الفصيح .
لتعيشوا الليلَ سويةً ولا يهاجمكم الضوء , آمنوا واطمئنوا . فسهركم هو الراوي للحكايات , سارقها من أفواه الجدات , من همسات الأيدي , من ودّ البحة , من شفقِ السماء , ومن كبد الأرض , من المُخبرين بأسرار الصديقات , وعلوم العجيبات , وتدالي الضّي , وقلةٍ من زهد المساء و المصدر هو أنتما . أحلى أثنين صغيرين .
من صحراء الشغب , وفقر المعنى صُغتها . . ليستْ للمنتهية من أنفاسها .
و أيضاً لم يملكها الطالب بالنظر للأعلى .
فهي حتماً له , مخلوطة بي فقط !
.
.
.
أيها المؤَجل,, عُد إليّ,
.