حين تمشي ... حين امشي ... حين نكبر ...
كنت طفلاً ... لا اعي شيئا ... غير ان الشمس تطلع في الصباح وان الليل يغفو على اطرافه النور المخبئ خلف المنازل ...
كنت ولداً بعدها ... احمل نقودي احمل حقيبتي ... واهم الى مدرستي ... اتعلم حروف الابجديه ... واكتب ... على جدران الصف الف قضية ... واتحلى بالذكاء ... واتذكر كل شيء
فمنذ كان عمري 5 سنوات ... امرح في روضتي ... احمل الزهر الى امي ... الملم الفرحة عن الفراشات
واكتب بخطِ القلم ... حروفاً وارقام ...
وايضا عندما كان عمري 10 سنوات ... كنت احمل هم عيلتي كاملةً ... عندما وافاني خبر موت ابي ... الذي بات يرعاني في حضن الكبرياء ... في حضن مرضه اللي نهش في عظمه ... بقى صامداً من اجلي ...
اشتغلت هناك ... رقعت الطوب هناك ... وحملت ... الاثقال على ظهري هناك
حتى اصبحت رجلاً .... عمره 20 سنةً ... احمل دفتري وقلمي .. واذهب الى عملي ... هو ليس الا عمل اجني منه بضع النقود ... لأختي الصغيره لكي تتربى فقد بلغت 12 من عمرها ... وتستحق ان تأكل كل ما يحلو لها ولا تحرم من اي شيء
كان عملي ... ولن اخجل منه ( حمال ) احمل بضائع على ظهري حتى يتعب مني ... كيس الطحين او القمح وانا لا اتعب
اجد في حملها متعه ... اجد فيها عرقي اللي خزنته طوال الامد لكي يرمي على عائلتي رزقاً كتبه الله علينا
مر بنا الزمن
وتعالى على قضباننا من ينهش عظمنا
مات جدي ... الذي ناهز من العمر 80 سنة .... وترك لنا الهم ... فلتسمعو واتروكني اقص عليكم صقتي المثيره
اجتمع الاولاد ... ( اي اعمامي ) وقالو .... موجهين كلامهم كله لي .... انت لا زلت صغير يا ولدي ... كيف لك ان تحمل كل هذه التركه ... حيث كان جدي لا ينجب البنات فلذلك تركه ابي كانت كبيره نسبيا
فقلت له ... ايا عمي الست كأبنك ... فانا اتعب طوال النهار والملم القروش عن الاراضي لكي اشبع اختي الصغيره واطعم امي ... التي تعبت علي سنيناً حتى كبرت
فضحى بي ...
اي ... اعطاني نصف التركه مع الاتفاق مع جميع الاعمام انه سوزع عليهم بالتساوي
ولكني ... لم اعلم بذلك ... الا حين اصبح عمري 26 عاما ... عندما كان عمي الاكبر مقبلا على الموت
قال للجميع اتروكنا وحدنا
فقال لي ... بني ارجوك يا بني سامحني ... وبكى
ولكن الدمع اغلق عينيه ... فلم يسمع مني كلمة اسامحك عمي ...
فمن ظلم احداً قد حرم من اجمل ما في الارض ... فأنه قد ظلم الناس جميعا
اصبحت اختي ... في الجامعه بعد 4 سنوات من شقائي
حتى انها قالت لي ... ( عندما اكبر واكمل جامعتي سأساعدك بكل شيء )
لم تقبل بي النساء زوجاً لهم ( والسبب : تقوس في ظهري جراء الثقل )
انتهت 4 سنين من العذاب الطويل
واصبحت اختي بالجامعه
فمصروفها سيصبح الضعف .. ومتطلباتها ستصبح اكبر مما اتخيل
بعد دخولها بأيام
جائني احد التلاميذ. .. فسألني اانت اخوها ... فصمتت خوفاً ان يستهزئو امامها فيّ
وبعد ان ذهبو جلست في زاويةٍ ابكي واندب خظي
كنت سعيداً حينما احضرت امتيازاً في الصفوف الخمسة الاولى
وكنت سعيداً حينما تضحك اختي في حضني
ولكني الان ابكي ... خيفةً من االاستهزاء
كبرت بالعمر
اصبح عمري 45 عاما
واختي اصبح عمرها 37 حيثتزوجت وخلفت واشتغلت ..
وبقيت عند امي اساعدها على الحركه ... اغير لها ملابسها اطعمها اذا طلبت
وفي زمن من الازمان
قالت لي امي من انت .؟
فنضجت في مرفق عيني دمعةً
لم تسقط فقد بقيت تعذبني ...
فحضنتها ... لكنها لم تشعر
فما شعوري حين احضن امي ...
وااراها تساني
مات ابي
مات عمي
تركتني اختي
كل هذا صعب
ولكن امي الذي اطعمتني اسقتني داوتني
والا نسيتني
عاشق السهر
( القصة مستوحاة من نسج افكاري انوس )
عاشق السهر