فمن يتعذب في الحب فقد عاش الحب بكل تفاصيله.. حلاوته .. وسهرهه.. و شوقه..و لهفته..و عذابه.. و نحن نبدأ بالعذاب بمجرد ان تقرر قلوبنا بدء التجربة.
ولكنه عذاب نستمتع به و بدونه لا يمكن ان يكون حبا لاننا نتعذب بعد لحظات من أختفاء الحبيب عن عيوننا بعد اللقاء و نتعذب حين ننتظر صوته علي الهاتف فيتاخر عن موعده لبضع ثواني و نتعذب حين..نري و مضة حزن في عيون من نعشقهم... و نتعذب حين نغضبهم و حين نقسو عليهم نسرع اليهم ونمسح دمعاتهم..لنمحو عذابهم ... لاننا نتعذب...لعذابهم الي هنا أري انه العذاب الذيذ الذي ان لم ياتينا سنبحث عنه (انها السعادة مغلفة بالعذاب) أما العذاب الحقيقي الذي نهرب منه و نتمني ان لا نلاقيه يوما فهو غدر الحبيب في اللحظة التي نعتقد فيها اننا قد امتلكنا اكثر مما كنا نتمني و حين نفتح أعيننا فلا نجده امامناو نبحث عنه فلا نجده الا في قلوبنا .. لقد قرر الانسحاب من حياتنا..
ولكنه لا يعرف أنه لا يستطيع ان ينسحب بطيفه من خيالنا و من عقولنا.
أذا أردت ان تنسحب فليكن بجسدك فقط .. فهذا كل ما تستطيع .. لقد قررت ان تمحوني انا من حياتك.. أذا انت لم تنسحب من عالمي.. لكنك طردتني من عالمك... هذا هو العذاب ...و ياله من عذاب ..انني اشفق علي كل القلوب العاشقة..من هول هذا العذاب