الكاتب : انس
( عاشق السهر )
للكبار ... ولكني لم اخرج بالكلام قصة واقعيه
قد تقع وقد حصلت لا سيما ( اشكركم )
:
كنت طفلاً حينما قالوا بأن ( قطعت من شجرة ) ولم يبقى احداً غيري ليرعاني ويعلمني مساوء الحياة ... ومفارحها . فمن الصعب على طفل صغير رغم قلة ذكاءه الاستغناء عن امه التي باتت تطعمه وتسقيه .. وتمسح له دمع عيناه اذا بكى وتنظف له ثيابه اذا اهدر في اللعب .. وتبكي عليه اذا مرض ... وتبقى جنبه اذا تعافى ... ومن الصعب ايضاً .. على الطفل ان لا يرى اباه يحتضنه كل عيد ... يقول له : كل عامٍ وانت بخير
مع تلك البسمة التي لا يحتضنها غير فم الأب الذي قد عاش ومات من اجل اطفاله .؟
قد بدأت حياتي روتينيه بعض الشيء ... عشت مع اولاد اعمامي 10 .. وكنت ارغب أن لا اكون بينهم لأنهم دائما ما يستهزئون بي ... ويوبخون كرامتي . بكلامهم .
بلغت الحادي عشرة من عمري .. وانا ارى الظلم من ذاك والظلم من ذاك ... وارى التفرقة بأم عينها بيني وبين اولاد اعمامي ..
كم كنت غبياً ... لما لم امت ... لو كان الأمر بيدي ... لقتلت نفسي دون رحمة .
في احدى المرات التي سُجلت فيها في مدرسة مجانية لربما ...
نظرت الي معلمة العربي ... مستغربة في وجهي ... فنظرت الى الأرض ... وقد بان على عيوني الحياء.
فنادتني بلطف قائلة : احمد ... قم قليلاً واريني كيف ستعرب كلمة ... الأم .. في عبارة
الام مدرسةٌ اذا اعددتها اعددت شعباً طيب الاعراقي ...
لم ادري ما هو الشعور الذي ساورني ... بكاءاً كان ام خيفة .. او حذر .
سقطت مني تلك الدمعه اللعينة . التي بللت اطراف خدي ... وسكنت في درجيَ الأبيض ... ولاحت عندي اقدام السيدة وهي تقترب بلطف ... وتقول : ما بك ... واصوات ضحكات الأولاد ... والأستهزاءات قد هلّت :
انظر اليه ... انه يبكي ... كما النساء في فرقتهن لأي شيء ...
قال لي .. : احمد .. اريدك بعد هذه الحصة ان تأتي الى مكتبي .. فقلت لها بلطف ... وشهيقٌ يلحقه زفير : حاضر .
قرع الجرس بعدما اعطت الأستاذة نصائح للطلبة ... وانا كنت شريد الذهن ... افكر ... واتسائل : لماذا انا وحدي ؟
فنادتني .. فمشيت ورائها والارض كتاباً لي ... لا افارقها ابداً .
قالت لي : اجلس . وقل لي .. ما بك .؟
قلت بأسلوب تساوره الخجل : الأم : مبتدأ ... وانتهى منذ سنة ؟
مدرسةٌ : خبر ... استهزائي قد بات يأنبني ... لأنتهاءء ذاك المبتدأ
قالت : هل تعاني من امراض ... او اي شيء قد اثر على دراستك او ما شابه ؟
قلت .: هل ضياع الحلم ... هو ان ننظر له فقط ونتعب بذلك ... او ان نلمسه ونمسكه دون تعب
قالت : ننظر اليه .
قال : حتى ولو كان الحالم في هذا ... ضعيف ...
قالت : ربما لا يتسطيع
قلت : فأنا كذلك ... حلمت ... رأيت حلمي ... ولكني ... تعبت . ولم استطع .
خطأي كل صباح ... كل مساء ... كل لقمة ... كلمة ...نقمة ... هو انني اعيش ؟
قالت : افتح صدرك لي ... سترتاح ... وستشعر انها غفلة غافل ... وقد مرت بسلام .
قلت : صدري ؟ صدري ... قد ضاعت مفاتيحه مني ... فلن ابوح بأي شيء ؟
وقلبي الصغير .. قد اعجب ببنت عمي لكن هذا لا يشرفهم ... فقلبي لن يفيدني بشيء ؟
فقالت : اكل هذا ... لأنك تحب ؟ اتبكي لأجل الحب
( لم اكن اعلم ... ان الغباء قد اُحيط بالمعلمين حتى )
قلت لها : اتساعديني ؟
قالت نعم
قلت لها : ان تقولي لعمي ...انني لا استطيع التعلم ولا اتقن القراءة والكتابة وهو بذلك سيتركني ... بلا تعليم . اصحى متأخراً .. اكل متخيرا . واتأمل في بلادٍ قد تصورت لي كذئئبٍ ينتظر تلك الفريسة التي اختبئت بين الكهوف
قالت : اهذا طلبك يا ولدي ؟
قلت : نعم فأن اردتي ان لا تنزل دموعي من هذه العيون التي لو لم تكن موجوده لأرتحت ... وان ارتي ان يكون سمعي طاهرٌ ولساني طاهرٌ ... من كل شتيمةٍ سمعتها ... فقولي له هذا :
خرجت من المدرسة .... بعد 1 اسبوع من الأهانات .. وبعد اسبوعٍ من المذلات ... قال لي عمي : الا تريد ان تشتغل .
فقلت له . : لا اريد ان ابقى هنا اتأمل الاغنام كيف تأكل والشمس كيف تشرق وتغيب ... والقمر كيف يخفو على سطح السماء
قال : قد طالت بي .. وقد انفجر .. في وقت ما ... لكن زوجة عمي قالت له : اتركه قليلاً سيرجع الى رشده حين يرى ان الملل قد اعتبأ في جيوبه .
قال لها : كما تريدين .
نظرت ملتفةً الى دار عمي الاخرى التي في الجوار : فرأيت ما لم تحب لي عيناً ان ترى .
رأيتها ... وقد اغلقت عيناها في حضنها .
فلم اجد لي سبيلاً
ضل بي الحال 5 سنوات وانا اراها تكبر ... تكبر ... ويجمل فيها الايام ...
وهي في حضنه ... وعيونها يساورها الندم .
انا لم اتعلم : لم ادري ما الدين
فسامحيني يا ربي ... ان نظرت في مرة الى عمي وهو في منزله ... يقبل زوجته ... وسامحني ان اطلت النظر فانا جاهلٌ والجاهل لا يتعلم الا اذا اخطأ
كنت كاملاً في شهوتي ... كنت متدمراً لا سيما ... ذهبت لها ... كانت لوحدها في المنزل ... دفعت الباب كانت تجلس على ارضها مبتلةٌ بماءِ الغسيل التي بين يديها
فقبلتها وارتكبت فاحشتي الكبرى ... ولكني ندمت .
فقدت كل شيء
امي وابي ... قد لا يعودو
ولكن ما ذنب حبي ان يفقد ... شرفه الذي لن يعود مطلقا
عاشق السهر