أتعلمون أخوتي ان العيد يحزن؟!
متى يحزن العيد !.. عندما نلبس الجديد .. ونأكل الثريد ونطلب المزيد ونقول لبعضنا عيد سعيد ...
واخوان لنا في الجليد ..
وهناك جروح ودماء وجديد ...
طفل شريد .. وأب فقيد .. وام تأن تحت فاجر عنيد ..
ونحن نقول لبعضنا عيد سعيد .. ولسان حالهم يقول ...
(لمذا جئت يا عيد)
أقبلت يا عيد والاحزان احزان... وفي ضمير القوافي ثار بركان
أقبلت يا عيد والاحزان نائمة .... على فراشي وطرف الشوق سهران
من اين نفرح يا عيد الجراح وفي .. قلوبنا من صنوف الهم الوان
من اين والمسجد الاقصى محطمة أماله ... وفؤاد للقدس ولهان
من اين والامة الغراء نائمة ...على سرير الهوى والليل نشوان
من أين والذل يبني ألف منتجع ... في أرض عزتنا والربح خسران
فكيف هو عيد اخوتنا في فلسطين وفي العراق والشيشان وافغانستان وكل البلاد العربية المحتلة ...
هل الاسرة تجلس وتفرح بالعيد ؟؟!
هل لبسوا الجديد؟!!!
هل الاب موجود ؟!!
اسمعوا لفتاة بل لطفلة صغيرة تناجي هلال العيد فتقول:
غب يا هلال فإني اخاف عليك قهر الرجال.. قف من وراء الغيم لا تنشر ضياؤك فوق اعناق التلال ..
غب يا هلال .. إني لاخشى ان يصيبك حين تلمحنا الخبال ..
أنا يا هلال .. أنا طفلة عربية .. فارقت اسرتنا الكريمة ... لي قصة دموية للاحداث باكية اليمة ...
انا يا هلال ... انا من ضحايا الاحتلال ...
شاهدت يوما عند منزلنا كتيبة ... في يومها كان الظلام مكدسا من حول قريتنا الحبيبة ...
في يومها ساق الجنود ابي وفي عينيه انهار حبيسة ...
وتجمعت تلك الذئاب في طلب الفريسة ...
ورأيت جنديا يحاصر جسم والدتي بنظرته المريبة ..
ما زلت اسمع يا هلال ... مازلت اسمع صوت امي وهي تستجدي العروبة ...
ما زلت ابصر خنجرها الكريم .. صانت به الشرف العظيم ...
مسكينة امي فقد ماتت وما علمت بموتها العروبة ..
إني لاعجب يا هلال .. يترنخ المذياع من طرب .. وينتعش القدح ..
وتهيج موسيقى المرح .. والمطربون يرددون على مسامعنا ترانيم الفرح .. وبرامج التلفاز تحرص للتهنئة ..
( عيد سعيد يا صغار )
والطفل في لبنان يجهل منشأه ... وبراعم الاقصى عرايا جائعون .. واللاجئون يصارعون الاوبئة ...
غب يا هلال ... غب يا هلال
قالوا ستجلب نحونا العيد السعيد ..!!!
عيد سعيد ؟!!!
والارض ما زالت مبللة الثرى بدم الشهيد؟!!!..
والحرب ملت نفسها وتقززت ممن تبيد؟!!!..
عيد سعيد في قصور المترفين ... عيد سعيد في قصور المترفين
وعيد شقي في خيام اللاجئين...
غب يا هلال ... لا تأتِ بالعيد السعيد مع الاتين ...
انا لا اريد العيد مقطوع الوتين ...
أتظن ان العيد في حلوى واثواب جديدة ؟!! أتظن أن العيد تهنئة تسطر في جريدة ؟!!
غب يا هلال واطلع علينا حين يبتسم الزمن .. وتموت نيران الفتن ...
اطلع علينا حين يورق بابتساماتنا المساء .. ويذوب في طرقاتنا ثلج الشتاء ...
اطلع علينا بالشذى بالعز بالنصر المبين...
اطلع علينا بالتئام الشمل بين المسلمين...
هذا هو العيد ... وسواه ليس لنا بعيد
غب يا هلال حتى ترى رايات امتنا ترفرف في شمم ..
فهناك عيد...
أي عيد؟!! وهناك يبتسم الشقي مع السعيد...